سنيور متعب لحظة من فضلك

سنيور متعب لحظة من فضلك

كتب - زكريا البدوى

لم يكن يوما قراءة التاريخ عبثا أو لهوا أو مجرد تسلية فالغاية هي أخذ العبرة والعظة من الأولين نحاول التعرف على سلبيات حدثت بالماضي لتفاديها في حاضرنا ونعزز الايجابيات ونعمل على أخذ كافة ثمارها ومن أهم علامات الغباء أن يكرر التاريخ نفسه بكل ما فيه من أخطاء

عماد متعب أحد أبرز هدافي الكرة المصرية ونقطة فاصلة في مشوارة الكروي فهو أمام خيارين لا ثالث لهم إما أن يتعلم من تاريخ من سبقوه أو أن يعتقد أنه أكبر من اللعب للأهلى لينال لقب محترف في تلفونات أنقرة التركي ويخفت نجمه من سماء كرة القدم المصرية!!!!

وقديما قالوا التكرار يعلم الشطار ولكن على ما يبدو أن بطلنا اليوم ليس أحد هؤلاء الشطار الذين يستفيدون من التكرار وربما يسقط في تكرار ما حدث بالأمس القريب فالمسلسل الممل الذي يقوم ببطولته اللاعب عماد متعب من مراوغة في مسألة تجديد عقده مع النادي الاهلى نادي القرن وأكبر أندية أسيا وأفريقيا ويقف جنبا إلى جنب مع أعرق الفرق الأوربية ويأتي متعب معتقدا أنه أكبر من الاهلى ويرفض التجديد !!والحقيقة أن مسألة تجديد متعب أو رحيله للاحتراف لا تشغل بالي كأحد عشاق النادي الاهلى فكيان الاهلى لا يقف على أشخاص مهما كان حجمهم لكن ما يعز على هو اللاعب لأنه الخاسر الوحيد في مسألة رحيله ممنيا نفسه بالاحتراف معتقدا أنه أصبح أكبر من اللعب للأهلي وهو يكرر ما قام به أقرانه من لاعبين لهثوا خلف ما يسمى بالاحتراف وخرجوا من الأبواب الخلفية ولم يعودوا إلى اليوم

وأتذكر جيدا في نهاية التسعينات عندما بزغ نجم اللاعب الشاب محمد فاروق أحد إفرازات قطاع الناشئين بـ الاهلى وتوسم فيه الجميع خيرا وكان عند حسن الظن فلا يفوت لقاء إلا ووضع بصمته فيه لتتغنى باسمه الجماهير ونصبوه الوريث الشرعي للقب كبير الهدافين ولكن اللاعب رأى أن التفكير في الاحتراف حق أصيل ليقود حركة تمرد ويقوم بعملية تدليس عندما قال أنه هارب من جحيم مدير الكرة الراحل ثابت البطل والذي كان الجميع يتهمه في عدد من القضايا بلا ذنب لا لشئ إلا لأنه يحافظ على مبادئ الاهلى ولا يهتم بالرد على مثل هذه الأقاويل وبالفعل نجح الولد الشقي في تنفيذ مخططه ورحل عن النادي الاهلى لينعم بجنة الاحتراف والنجومية بعيدا عن ديكتاتورية ثابت البطل رحمه الله ولم تمر سوى بضعة شهور وإذا به يبكي عبر الهاتف من تركيا أعيدوني فلا أقوى على العيش في بلاد الأتراك نار الاهلى ولا جنة الاحتراف !!! ويفتح الاهلى ذراعية للاعب وسامحوه ربما عاد كما كان ولكن هيهات فما كان جزاء فعلته الا أنه تحول لمجرد لاعب موظف دائم الجلوس على دكة البدلاء حتى تم الاستغناء عنه ليجوب أندية المحروسة لعله يجد لنفسه مكانا لينتهي مشروع لاعب واعد كان بحق سيكون أحد أبرز هدافي الكرة المصرية قضى على نفسه بنفسه يوم أن أعلن التمرد على النادي الاهلى وظن للحظة أنه أكبر من اللعب للأهلي !!!

ويأتي أحمد بلال وهو من تم تصعيده للفريق الأول بالنادي الاهلى مع محمد فاروق ولعب وأجاد حتى دون أسمه بين هدافي النادي الاهلى وأصبح لقبه أحمد أجوال حتى بدأ اللاعب ما أنهاه رفيق دربه بالتمرد على الاهلى فاليوم يخرج بتصريح أن عقده لا يتناسب مع حجم عطاؤه للنادي وغدا يقول أنه مظلوم في الاهلى مطالبا بترضية وأخذ في استخدام هذا الأسلوب ملوحا برغبته في الاحتراف مع حجة تأمين مستقبله وهي النكتة الكبيرة التي رددها بلال طويلا معتقدا أن أندية أوربا تمني نفسها بأن ينتقل إليها ويدافع عن ألوانها حتى رحل اللاعب في موسم 2005 والعجيب أنه رحل لنفس الدوري الذي أنتقل له محمد فاروق ليختفي بلال من الساحة الكروية المصرية لا نسمع صوته إلا عند إعلان قائمة المنتخب الوطني مرددا أنه مظلوم لعدم التحاقه بقائمة المنتخب وأنه لو كان في مصر لكان أول المنضمين ! وقرر العودة بعد إخفاق تام في فرض أسمه بالدوري التركي ليعود للعب للأهلي وإذا بنا نجد لاعبا بدينا زائد الوزن مطالبا أن يكون كابتن للأهلي حسب النظام المتبع ليجلس على دكه البدلاء كثيرا أو خارج قائمة المباريات لينتهي أحمد أجوال إكلينيكيا من الملاعب المصرية وتموت ظاهرة كروية لو أنه حافظ على ما كان عليه لكان أحد أهم هدافي الكرة المصرية

ويأتي الدور على محمد شوقي فارس منطقة الوسط والذي أنتقل للأهلي من المصري البورسعيدي ليقدم أروع مواسمه الكروية وعكس باقي أقرانه والذين يلعبون في نفس مركزه والذين يقول عنهم الخبراء الجندي المجهول فقد كان شوقي جنديا معلوما للجمهور وتهتف له الجماهير وتعطيه حقه لما يقدمه من عطاء لصالح الفريق حتى بدأ يلوح في الأفق نجما جديدا للتمرد يرى نفسه أنه أكبر من الدوري المصري يحصد الإنذارات بشكل مستمر مدعيا الإصابة حتى وصفه مديره الفني بالتفاحة الفاسدة ويرحل عن الاهلى ليلعب في بلاد الانجليز ليظل حبيسا لدكة البدلاء لا يشارك إلا في مباريات الرديف ويهبط مع فريقه لدوري الدرجة الثانية ولا يشارك النجم الكبير حتى بدا موقفه سيئا ليقرر الانتقال للدوري التركي باحثا عن نفسه كأحد أبرز لاعبي الكرة المصرية فيما مضى ونتمنى أن يوفقه الله حتى يجد نفسه من جديد

المهم أن هؤلاء النماذج وغيرها الكثير من أول السير حسين حجازي وحتى أخر من رحل عن الاهلى بداعي التمرد أو معتقدا أنه أكبر من الفريق لم يتركوا أي تأثير سلبي على الفريق وبات رحيلهم بمثابة دعوة للآخرين في إثبات أحقيتهم في الدفاع عن شعار النادي الاهلى فرحل حجازي لنجد التتش رمزا للأهلي ويرحل فاروق لنجد خالد بيبو ويتمرد بلال ليتوهج أبوتريكة ويزمجر شوقي لنجد عاشور قلب الأسد !! وهذا لا لشئ إلا أنه الاهلى الذي لا يقف على أحد فالأشخاص يرحلون ويبقى الاهلى شامخا بطلا لكل زمان وصدق المايسترو عندما قال الاهلى فوق الجميع

فماذا عساك أن تفعل يا متعب هل ستتعلم من التاريخ أم ستعيد تكراره بنفس الصيغة وترحل باحثا عن نجومية واحتراف وإن هي إلا شهور قليلة وسنجد صوتك متحشرجا مبديا الندم على ما فعلته متمنيا يوما من أيام الاهلى كما كان من أقرانك السابقين أم ستتجنب الوقع في نفس الخطأ وتعود للمنظومة جنديا مقاتلا تحت لواء الاهلى فالاهلى في كافة الأحوال لن يخسر ولك العبرة والعظة من قراءة التاريخ